أطفال غزة يحترقون في نار الحرب
“يا بُنيَّ، حتى لو انتزعوا الأرض من تحت قدميك، مُت واقفاً!”
الكاتب: غلامعلي نسائي
القصة:
نظر يونس إلى حذاء والده، ثمّ إلى الكرة. في يومٍ ما، كانت هذه الكرة جائزة مسابقة المدرسة. أما اليوم، فقد أصبحت الذكرى الوحيدة الباقية من حياةٍ تبخّرت كالدخان في السماء.
وكالة هوران الإخبارية – في الخامسة مساءً، صاحت سماء غزّة. كان يونس وأبو عماد يلعبان “كرة الحواجز” بتلك الكرة البلاستيكية البالية – اللعبة الوحيدة في الحي.
نفس اللعبة التي كانوا يرسمون خطوطها على الجدران المليئة بآثار رصاص جنود الاحتلال الصهيوني، ليغطّوا ضحكاتهم المرتفعة على زئير الطائرات الحربية.
كان أبو عماد قد صاح للتوّ: “دوري الآن يا يونس!” عندما قطع صفير الصاروخ القاتل لعبتهما إلى الأبد.
عندما رفع يونس رأسه من تحت الرماد، رأى العالم مقلوبًا.
كانت أنقاض منزله تشبه قلاع الرمل التي بنوها معًا بالأمس – تلك القلاع التي دمرتها أمواج البحر.
أمّا اليوم، فالأمواج كانت من نار، وقد اجتاحت كل شيء.
أطفال الحي كانوا يزحفون واحدًا تلو الآخر من تحت الأنقاض، كما في لعبة الغميضة التي اعتادوا لعبها في أزقة غزّة الضيقة.
كان أبو عماد يرسم بيتًا بعصا على الجدار المحترق – خطوطه المرتعشة تشبه رسوماتهم بالأمس على رمال الشاطئ.
المنزل انفجر، وكان والده ووالدته بالداخل. عند الباب، ما زال حذاء والده واقفًا – أكثر وفاءً من كل وعود العالم. لمس يونس الجلد الدافئ للحذاء – نفس الانبعاج الذي كان والده يشكو من ألمه دائمًا.
رائحة عرق والده اختفت بين رائحة البارود. بين أصابعه، وجد صورةً نصف محترقة لزفاف والديه – الزوجان الضاحكان اللذان أصبح أحدهما الآن تحت الأنقاض، والآخر في السماء.
“يونس! تعال هنا…” صوت أبو عماد يأتي من خلف الجدار المكسور. لكن قدمي يونس كانتا عالقتين بالأرض. ربط رباط حذائه بقوة، كما لو أنه يريد حبس كل الأيام السعيدة في هذه العقدة.
ظلّه على الجدار امتدّ ثم تقلّص – تمامًا مثل ظلّ والده الذي كان ينتظره كل مساء خلف الباب.
في البعيد، تجمّع أطفال الحي مرة أخرى. لكن هذه المرة، ليس للعب، بل لإحصاء الناجين. كرتهما البلاستيكية كانت ملقاة على الأنقاض، بين شظايا الزجاج والطوب.
نظر يونس إلى حذاء والده، ثمّ إلى الكرة. في يومٍ ما، كانت هذه الكرة جائزة مسابقة المدرسة. أما اليوم، فقد أصبحت الذكرى الوحيدة الباقية من حياةٍ تبخّرت كالدخان في السماء.
احتضن حذاء والده بقوة، يبكي ويرتجف، ثم صاح: “يا محتلّ! أيها المجرم! اخرج من أرضي… أنا سأموت واقفًا!”
أبو عمادالبلاستيكيةالحواجزالضمير العالمي ينام، غزة تنتصر بالأمل، جرائم حرب بضوء أخضر، فلسطين حرة عربية، القدس عاصمة فلسطين، الشهداء الأبرياء لن يضيعوا، المقاومة حق شرعي، الأطفال ليسوا أهدافاً، غزة في قلوب العالمالعالمي ينام غزة تنتصر بالأملالفلسطيني مشروعالفلسطينية قضية أمة الضميرالمقاومة الفلسطينية بأخلاقالنضال الفلسطيني مشروع، حماية المدنيين واجب دولي، محاكمة مجرمي الحرب، تحليل غلامعلي نسائي، غزة، فلسطينالوحيدةپایگاه خبری هورانتحليل غلامعلي نسائيجرائم الاحتلال في غزةجرائم الاحتلال في غزة، أطفال غزة تحت القصف، المقاومة الفلسطينية بأخلاق، الصمت الدولي يقتل، النكبة المستمرة 75، حقوق الإنسان لفلسطين، العدالة لشهداء غزة، القضية الفلسطينية قضية أمةجرائم حرب بضوء أخضرحق شرعي الأطفالحماية المدنيين واجب دوليعدالة لشهداءغزةغزة القضيةغزة في قلوب العالم النضالغلامعلي نسائيفلسطينفلسطين حرة عربية القدس عاصمة فلسطين الشهداء الأبرياء لن يضيعوا المقاومةكرة الحواجزليسوا أهدافاًمحاكمة مجرمي الحربهورانواقفاً